أبوغزاله: دعوى الإبادة الجماعية في محكمة العدل الدولية هي الأمل في استرداد حقوق الفلسطينيين

عمان – أكد سعادة الدكتور طلال أبوغزاله، رئيس ومؤسس مجموعة طلال أبوغزاله العالمية أن دعوى الإبادة الجماعية في محكمة العدل الدولية (ICJ) التي قدمتها حكومة جنوب افريقيا، هي أمل كبير في استرداد حقوق الفلسطينيين كاملة وإلى الأبد. 

وأضاف في بيان صحفي أصدره حول الدعوى: "إننا نثق بقرارات هذه المحكمة لأنها محكمة مستقلة وقراراتها ملزمة معنويا وقانونيا... رغم أنه من المتوقع أن تبدأ إجراءات المحاكمة في عام 2026، وتمتد لعدة سنوات". 

وخلال البيان، قدم الدكتور أبوغزاله العديد من الحقائق حول قضية الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، كما قدم التحليل المتوقع لنتائج المحاكمة، استنادا لتلك الحقائق، حيث يتوقع أن يكون رد اسرائيل خارج الموضوع كالمعتاد كأن تركز على معركة 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023 متجاهلة 70 عاما من جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني. 

وشدد على ضرورة أن تثبت المحاكمة أن جرائم الإبادة الجماعية ارتكبتها الدولة المتهمة وهي المسؤولة عن تلك الجرائم، وليس أفراد أو مسؤولين أو منظمات منها، مضيفا أن الجرائم ضد الشعب الفلسطيني والشعب اللبناني، وربما تتعرض لها بعض الشعوب المجاورة العربية الأخرى، هي سعيا لتحقيق حلم الاحتلال بـ"إسرائيل الكبرى". 

وبين أن الموقف الرسمي الدولي سيضطر تدريجيا أثناء المحاكمة لاتخاذ المواقف الواجبة ضد إسرائيل، مضيفا أن الدول الداعمة لإسرائيل بدأت تغيير تصريحاتها لتبرئة نفسها من الاشتراك في جريمة الإبادة الجماعية، مما سيدعو إسرائيل إلى اشتراط وقف اطلاق النار إلى تعهد أمريكا الخطي بالدعم الكامل في حالة اندلاع الحرب من جديد. 

ويتوقع أبوغزاله أن أي قرار بوقف الحرب لن يكون إلا بعد إعلان واستقرار الرئاسة الأمريكية القادمة لأن إسرائيل تريد أن تعطي جائزة الفوز بوقف الحرب الى الإدارة الامريكية الجديدة. 

ويرى أبوغزاله أن فلسطين ولبنان لن يوقعا على أي اتفاق لوقف إطلاق النار بشروط إسرائيل التعجيزية رغم التدمير وضغط ازدياد الجرائم المرتكبة، منعا لأن يكون إقرارا ببراءة إسرائيل أمام المحكمة وبأنها أنهت الحرب ودياً. 

وبين أنه رغم الألم والحزن والمعاناة والظلم الذي يتعرض له الشعبان الفلسطيني واللبناني، إلا أن ما يعانيه العدو هو أقسى لأن الحرب الحالية هي حرب وجود، مضيفا أن ما يزيد الأمر سوءا من ناحية العدو هو الوصول إلى مرحلة تناقض المصالح بينه وبين الدول الداعمة للحرب، مما يغير من رغبتها في استمرار الدعم. 

وأشار أبوغزاله إلى أن إسرائيل ومنذ بداية احتلالها الاستعماري لفلسطين عام 1948، وحتى الآن لم تتعلم أن تجربة الإبادة الجماعية لم ولن تحقق أهدافها، حيث عجزت على مدار عام من احتلال 1% من مساحة غزة التي تساوي 3% من مساحة لبنان، متسائلا عن كيفية حلمهم باحتلال شبر من لبنان. 

ويرى أبوغزاله أن الاستفزازات المستمرة ضد سوريا والعدوان المستمر تجاهها على حدود لبنان هي مقدمة للهجوم على سوريا. 

وأكد أن اغتيال جميع قادة المقاومة سيزيدها قوة، حيث أن مقاومي اليوم كانوا أطفالا عند ارتكاب العدو جرائم 1982، وروسيا قدمت 25 مليون شهيد دفاعا ضد العدو النازي، والمانيا خضعت لدمار أكبر من غزة ولبنان وأصبحت من القوى الاقتصادية الكبرى في العالم.

وحيث أن هدف هذه الدعوى هو تحقيق العدالة والحقوق بالطرق القانونية وتطبيقا لأنظمة الأمم المتحدة مجتمعة وتحديدا ما جاء في اتفاقية منع الإبادة الجماعية الموقعة عام 1948 وهو نفس العام الذي بدأ فيه الاستعمار الاستيطاني لفلسطين، أشار أبوغزاله إلى أن هذا الاستعمار لا بد ان ينتهي بفعل القانون، وأن مسار الدعوى سيفرض انحسارها التدريجي.  

كما أشار إلى ما وصل إليه عدد شهداء غزة، وإلى تقديرات مركز Lancet البريطاني لعدد الشهداء الذي بلغ حتى تموز (يوليو) 186 ألف. وقال "لا شك أن محكمة العدل الدولية ستلاحظ ذلك الرقم وتأخذه بعين الاعتبار". 

نص البيان