أبوغزاله في جامعة اليرموك: المستقبل للتعلّم الرقمي
أبوغزاله بحضور أكثر من ألف من طلبة اليرموك: الطموحات
بلا سقف والتحديات تصنع النجاح
اربد - شارك رئيس ومؤسس مجموعة طلال أبوغزاله العالمية، الدكتور طلال أبوغزاله، في الندوة العلمية التي عقدتها جامعة اليرموك تحت رعاية رئيس الجامعة الدكتور إسلام مسّاد وحضرها أكثر من ألف طالب وطالبة تحت عنوان "مستقبل التعليم".
وأكد الدكتور أبوغزاله ضرورة إحداث تغيير في شكل التعليم، بحيث ننتقل من مفهوم التعليم التقليدي إلى "التعلّم"، مشددا على ضرورة التحوّل إلى التعلّم المعرفي من أجل مواكبة التطوّرات التي يشهدها العالم اليوم.
ولفت الدكتور أبوغزاله إلى أن دور المعلّم اليوم لا يجب أن يظلّ محصورا بتلقين الطلبة كما كان في عصر "الكتاتيب" بل أن يكون قائدا يوجّه الطلبة بالاتجاه الصحيح، سيّما وأننا نعيش في عصر صار فيه الطالب متصلا بمحيط المعرفة أكثر من المعلم، مؤكدا أن أعظم صفة يمكن أن يوصف بها الانسان هي صفة "المعلم".
واستعرض الدكتور أبوغزاله جانبا من مسيرته الشخصية ونعمة المعاناة التي أنعم الله عليه بها، موجّها العديد من النصائح والرسائل العميقة للطلبة، داعيا إياهم للحرص على مواصلة التعلّم طيلة حياتهم.
وقال أبوغزاله إن
واحدا من أهمّ الدروس التي تعلّمها في حياته أن "الحاجة أقوى من الثقة
بالنفس، فليس هناك أقوى من الحاجة"، مشيرا إلى أن "الحاجة" لم
تُبقِ له خيارا إلا التفوّق والنجاح، فكان دائما مضطرا لأن يكون الأول في جميع
مراحل دراسته من أجل الحصول على منح دراسية مجانية.
ودعا أبوغزاله
الشباب إلى عدم الامتعاض مع المشكلات التي تواجههم والاستسلام لها، بل البحث
والتفكير بحلول لتلك المشكلات، مؤكدا أن "كلّ ما نواجهه في الحياة يشكّل في
جوهره فرصة حقيقية".
وقال الدكتور أبوغزاله إن علينا دائما أن ننظر لما هو قادم وليس ما هو موجود، وأن يبحث الطالب في تعلّمه عن المستقبل، مجددا التأكيد على أن المستقبل هو لتقنيات المعرفة والتقنيات الرقمية.
وعرض الدكتور أبوغزاله جانبا من تجربته في المجال التقني، لافتا إلى أن بداية تجربته مع التقنية كانت في عام 1962 عندما شارك في دورة للحاسب الآلي، واستشعر حينها أن المستقبل هو للتعليم المعرفي.
ودعا أبوغزاله الشباب إلى إطلاق طموحاتهم وعدم تقييدها أو الاستسلام للفشل، قائلا إن "الفشل هو فرصة للتعلّم وبالتالي للنجاح، ولا يجوز أن يكون لطموحاتكم حدود، ولا يحقّ لأحد أن يحدد طموحاتكم".
واستعرض الدكتور أبوغزاله تجربته العملية التي أوصلته إلى رئاسة مجلس أنشأه أمين عام الأمم المتحدة من أجل وضع سياسات العالم الرقمية وضمّ ممثلين عن دول العالم والشركات التكنولوجية الكبرى، إضافة إلى تجربته لدى رئاسة فريق الأمم المتحدة للمعايير ورئاسته لأول مؤتمر للتعليم عقدته الأمم المتحدة عام 1995 وكان عنوانه "تغيير التعليم" باعتبار التعليم ليس عملية ثابتة بل متطورة ومستمرة ودائمة.
وفي إشارة إلى قيمة التعلّم وأهمية تقنيات المعرفة في العمل، قال الدكتور أبوغزاله إن شركة طلال أبوغزاله للملكية الفكرية "أجيب" أصبحت أكبر شركة في الدنيا في مجال حقوق الملكية الفكرية، رغم أنه لم يدرس هذا التخصص في المدرسة أو الجامعة، بل أنه درس هذا العلم بشكل ذاتي حتى أصبح خبيرا فيه، وقرر أن يؤسس شركة "أجيب" مستفيدا من تقنيات المعرفة، لتصبح لاحقا أكبر شركة على وجه الأرض في هذا المجال.
وفي ختام الندوة، أجاب الدكتور أبوغزاله على أسئلة الطلبة موجّها نصيحة لهم بأن يكونوا دائما تلاميذ، قائلا إن "عليكم أن تدركوا أنه ليس هناك شيء اسمه فشل، وأن الخيار الوحيد أمامكم هو النجاح، والنجاح يكون بالتعلم من الأخطاء، فعندما تخطئ وتفشل تتعلّم من أخطائك".
وتطرّق أبوغزاله في إجابته على أحد الأسئلة إلى دور القطاع الخاص في تنمية المجتمعات، قائلا إن القطاع الخاص هو الذي يصنع الثروة وليس الحكومات، وثروة القطاع الخاص هي من خير المجتمعات المحلية، وبالتالي فإن هناك مسؤولية على شركات القطاع بأن "تردّ الجميل وتؤدي واجبها تجاه المجتمعات"، لافتا إلى أن مجموعة طلال أبوغزاله العالمية تحرص على أداء واجبها تجاه المجتمعات وفقا لعشرة مبادئ.
وأوضح الدكتور أبوغزاله أنه ترأس إلى جانب الأمين العام للأمم المتحدة الأسبق كوفي عنان، ومن بعده بان كي مون، لجنة مشتركة لإعداد وإطلاق إدارة خاصة في الأمم المتحدة، حيث شغل منصب الرئيس المشارك لتلك اللجنة طيلة فترة ولايتيهما.
وفي إجابته على سؤال أحد المشاركين الذين غصّت بهم قاعة الندوة، تحدّث الدكتور أبوغزاله عن أهمية الملكية الفكرية في الصراع بين أمريكا والصين، مشددا في ذات السياق على أن كلّ الحروب التي يشهدها العالم مرتبطة بهذا الصراع. فيما رأى المفكّر العربي أن الصراع الصيني الأمريكي لن يُحلّ إلا بالحرب التي ستنتهي بالتأكيد على طاولة المفاوضات.
وكان رئيس جامعة اليرموك الدكتور إسلام مسّاد قد رحّب في بداية الندوة بالدكتور طلال أبوغزاله، واصفا إياه بأنه أحد الأشخاص المبدعين والملهمين الناجحين الذي من المهم أن يتعرف ويستفيد من تجربته ونصائحه طلبة الجامعة.
وأكد مسّاد عزم "اليرموك" المستمر على السيرٍ بالعمليةِ الأكاديميةِ إلى آفاقٍ جديدةٍ مواكبةٍ للتطورِ التكنولوجي، لمرحلةٍ يصبحُ التعليمُ فيها طريقا لاكتساب المهارات، وخوضِ عصرِ الرقمنةِ ببراعةٍ واقتدار.
وعلى هامش الندوة، وقعت مديرة مركز اللغات الدكتورة رنا قنديل، والمدير التنفيذي لشركة طلال أبوغزاله للمشاريع صلاح الدين عيد يعقوب، وبحضور مسّاد وأبو غزالة، مذكرة تفاهم بين الطرفين، بهدف التعاون بين الجانبين في مجال تقديم خدمات التدريب، وخدمات بناء القدرات، بالإضافة إلى خدمات التدريب في البرمجة الرقمية في مركز اللغات.